الروح المبهمة

روح مبهمة
فتاة ملهمة ..
تختفي في الظلام ..
ذات شعر أحمر غجري..
وعينين لامعتين بجمال سرمدي..
وبشرة ملساء كانت كمخملٍ أنيق..
وشفتين صغيرتين بلون وردي..
تتلفع في ثوب من خيال..
و تجر أذياله من خلفها..
لتصعد تلك التلة المصفرة..
وتستقر هناك فوق ذاك الضريح..
وبيدها كمان تعزف عليه موسيقى موجعة..
وتقول:
زفرات قلبي تدمي مقلتي..
ترجو اللقاء بمن هي معجبة..
أواه ما يجدي الكلام وأدمعي ..
رقّاصةٌ فوق تلك الأضرحة..
لا تعرف العزف يوما..كيف لها أن تعرفه..
كيف لها أن تعلمه..
كيف استطاعت أن تعزفه..
صخب موسيقاها قد ملأ المكان ..
لا تستطيع أن توقفه..
وتبكي من حروف..
تحكي لوعتها المحرقة..
ينتحب الكون عليها بجنون..
وكل من حولها حتى هاتيك العيون..
ذات الجمال السرمدي..
قد كان لها ذاك الشموخ..
قد كان..
وانتهى هنا ..
حيث لا أمان..
......................
كانت هناك ..
في بلدة ريفية صغيرة ..
تتوه في الحقول ..
تلاحق الفراش والغيوم..
وتنصت في سكون لتغاريد الطيور..
مبتسمة وهائمة ..
ويداعبها النسيم بكل حنين..
وشعرها يتمايل خلفها ..
بكل حرية..
دون قيود أو روية..
وعند الغروب ..
يبدأ لحنها الشجي بالظهور..
بنغمات آسرة..
وفجأة..
تداعت كـأوراق الـ خ ـريف..
مصفرة متشققة..
تعبث فيها الريح يمنة ويسرة ..
تحطمها الأقدام ..
وتسحق ..
كل عرق كان ينبض بالحياة يوما..
و يحتضن الدفء بين جنبيه دهرا..
ذاك كله لأنها..
عشقت خيال..
لا يكون واقعا..بل محال..
فصارت روحا مبهمة..
تتخبط في الظلام ..
تحكي لوعة الحرمان..
وبهدوء في ذات الظلام..
قتلت روحها النقية..
ومعها أنفاسها الزكية..
بتروي دفنتها في عشية ..
ودعتها في سلام..
وتناولت الكمان..
وبدأت في الانسجام مع روحها المبهمة..
...................
هذا وذاك ..
خربشات في خربشات..
عبث فيها الزمان وجعلها مشوشة..
أي جرم قادني؟؟..
لأكتب نزف روح مبهمة..
غرها العيش في جنون خلف تلك الأضرحة..
إنها مشاعري المتقدة..
أبت إلا أن تعيش مع الجميع..
بأفراحهم وأحزانهم..
فهي ..
كأمواج بحر متلاطمة..
مطوية على التفاؤل..
وإن كان رذاذ الحزن فيها..
لا أستطيع صدها أو تجاهلها ..
لا بد لها من الظهور..
كالسفن بلا أشرعة..
تتراءى من بعيد لاوجهة لها ولا مصير

ابدعت واتقنت غاليتي

لاعدمناك

ننتظر جديك